خير الزاد Admin
عدد المساهمات : 1926 نقاط : 4099 السٌّمعَة : 21 تاريخ التسجيل : 20/08/2010 الموقع : https://khairzad.yoo7.com/montada-f21/topic-t215.htm#937
| موضوع: دموع الرسول المصطفى الأربعاء أكتوبر 20, 2010 11:03 pm | |
| دموع النبي – صلى الله عليه وسلم– لم يكن سببها الحزن والألم فحسب، ولكن لها دوافع أخرى كالرحمة والشفقةعلى الآخرين، والشوق والمحبّة، وفوق ذلك كلّه: الخوف والخشية من اللهسبحانه وتعالى . فها هي العبرات قد سالت على خدّ النبي – صلى الله عليه وسلم - شاهدةًبتعظيمة ربّه وتوقيره لمولاه، وهيبته من جلاله، عندما كان يقف بين يديهيناجيه ويبكي، ويصف أحد الصحابة ذلك المشهد فيقول: (رأيت رسول الله صلىالله عليه وسلم وفي صدره أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء – وهو الصوت الذييصدره الوعاء عند غليانه -) رواه النسائي . وتروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفاً آخر فتقول: (قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ليلةً من الليالي فقال: (يا عائشة ذريني أتعبد لربي)،فتطهّر ثم قام يصلي، فلم يزل يبكي حتى بلّ حِجره، ثم بكى فلم يزل يبكي حتىبلّ لحيته، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض ، وجاء بلال رضي الله عنهيؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله، تبكي وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال له: ]أفلا أكون عبداً شكوراً؟]) رواه ابنحبّان . وسرعان ما كانت الدموع تتقاطر من عينيه إذا سمع القرآن، روىلنا ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال: (قال لي النبي - صلى اللهعليه وسلم -: (اقرأ عليّ)، قلت: يا رسول الله، أقرأ عليك وعليك أنزل؟،فقال: (نعم)، فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية: {فكيف إذا جئنامن كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} (النساء: 41) فقال: (حسبكالآن)، فالتفتّ إليه، فإذا عيناه تذرفان)، رواه البخاري . كما بكى النبي – صلى الله عليه وسلم – اعتباراً بمصير الإنسان بعد موته، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (كنا مع رسول الله - صلى الله عليهوسلم - في جنازة، فجلس على شفير القبر – أي طرفه -، فبكى حتى بلّ الثرى،ثم قال: ]يا إخواني لمثل هذا فأعدّوا]) رواه ابن ماجة،وإنما كان بكاؤه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الشدّة لوقوفه على أهوالالقبور وشدّتها، ولذلك قال في موضعٍ آخر: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتمقليلاً، ولبكيتم كثيراً) متفق عليه. وبكى النبي – صلى الله عليه وسلم - رحمةً بأمّته وخوفاً عليها من عذاب الله،كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه، يوم قرأ قول الله عز وجل: {إنتعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} (المائدة: 118)،ثم رفع يديه وقال: (اللهم أمتي أمتي) وبكى . وفي غزوة بدر دمعت عينه -صلى الله عليه وسلم – خوفاً من أن يكون ذلك اللقاء مؤذناً بنهاية المؤمنينوهزيمتهم على يد أعدائهم، كما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قولهولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحتشجرة يصلي ويبكي حتى أصبح) رواه أحمد . وفي ذات المعركة بكى النبي – صلى الله عليه وسلم - يوم جاءه العتاب الإلهي بسبب قبوله الفداء من الأسرى، قال تعالى: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض} (الأنفال: 67) حتى أشفق عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كثرة بكائه. ولم تخلُ حياته – صلى الله عليه وسلم – من فراق قريبٍ أو حبيب،كمثل أمه آمنة بنت وهب، وزوجته خديجة رضي الله عنها، وعمّه حمزة بنعبدالمطلب رضي الله عنه، وولده إبراهيم عليه السلام، أو فراق غيرهم منأصحابه، فكانت عبراته شاهدة على مدى حزنه ولوعة قلبه . فعندما قُبض إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم – بكى وقال: (إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) متفق عليه. ولما أراد النبي – صلى الله عليه وسلم - زيارة قبر أمه بكى بكاءً شديداً حتى أبكى من حوله، ثم قال: (زوروا القبور فإنها تذكر الموت) رواه مسلم . ويوم أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن صبياً لها يوشك أن يموت، لم يكنموقفه مجرد كلمات توصي بالصبر أو تقدّم العزاء، ولكنها مشاعر إنسانيةحرّكت القلوب وأثارت التساؤل، خصوصاً في اللحظات التي رأى فيها النبي – صلى الله عليه وسلم - الصبي يلفظ أنفاسه الأخيرة، وكان جوابه عن سرّ بكائه: (هذه رحمة جعلها الله، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء) رواه مسلم .
ويذكر أنس رضي الله عنه نعي النبي - صلى الله عليه وسلم - لزيد وجعفر وعبدالله بن رواحة رضي الله عنه يوم مؤتة، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (أخذالراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب - وعيناهتذرفان - حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله) رواه البخاري . اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى أل سيدنا محمد | |
|